أعلنت وساطتها بين المغرب والجزائر.. الكويت تريد تكرار نجاحها في حل الأزمة الخليجية مع أهم بلدين مغاربيين
دخلت الكويت على خط الأزمة الدبلوماسية المغربية الجزائرية، في محاولة لصنع الوفاق بين البلدين المغاربيين الجارين، على غرار ما فعله هذا البلد الخليجي بداية العام الجاري حين استطاع إنهاء الأزمة الخليجية الأطول من نوعها، والتي عرفت بدورها اتخاذ قرار بإغلاق الحدود وقطع العلاقات الدبلوماسية من طرف المملكة العربية السعودية ضد جارتها قطر.
وبعد انتهاء الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، الذي احتضنته القاهرة أمس الخميس، قال وزير خارجية الكويت، أحمد ناصر المحمد الصباح، في ندوة صحفية جمعته بالأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، إن بلاده ستقوم، إلى جانب دول أخرى لم يكشف عنها "بدورها في تعزيز الوفاق العربي"، في إشارة إلى الأزمة الأخيرة بين المغرب والجزائر.
واستحضر وزير الخارجية الكويتي نجاح بلاده في إنهاء الأزمة الخليجية المعمرة منذ 2017 في يناير من العام الجاري، مبرزا أن قمة العلا لقادة مجلس التعاون الخليجي، التي ترأسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والتي حضرها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في المملكة العربية السعودية، كانت قد "أنهت الأزمة الخليجية والعربية، وأصبحت هناك روح جديدة لإصلاح ذات البين".
ويحمل حديث المحمد الصباح، وهو نفسه الذي أعلن في 4 أبريل الماضي انتهاء الأزمة الخليجية بإعادة فتح الحدود البرية وحركة النقل الجوي المباشرة بين السعودية وقطر، تفاؤلا بتكرار السيناريو نفسه بين المغرب والجزائر، الدولتين الأهم في المنطقة المغاربية، ويشير كلامه إلى احتمال عقد قمة بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وتحمل الأزمة الخليجية بعض أوجه التشابه مع نظيرتها المغاربية، وخاصة قضية قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود، لكن الثانية أكثر تعقيدا وأكثر امتدادا زمنيا من الأولى، ولها ارتباط وثيق بقضية الصحراء التي يرفض المغرب وضع نقطة نهاية لها بأكثر من الحكم الذاتي، فيما تحتضن الجزائر على أراضيها انفصاليي جبهة "البوليساريو" وتقوم بتسليحهم منذ أكثر من أربعة عقود ونصف.
وساقت الجزائر، التي تعاني من أزمات داخلية عديد، أبرزها الحراك الاحتجاجي والأزمة الاقتصادية الخانقة، مبررات جديدة على لسان وزير خارجيتها، رمطان العمامرة، مبررات جديدة حين قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، في مقدمتها علاقة هذه الأخيرة مع إسرائيل ودعمها لحركتي "الماك" و"رشاد"، بل واتهمت المغرب بالتسبب في حرائق غاباتها وهو ما دفع خارجية الرباط إلى وصف تلك المبررات بـ"العبثية".